شب رسول الله صلى الله عليه و سلم فى مكه كما لم يشب الغلمان كان سابقا لسنه و بعد سنتين حدث وباء فى مكه فخافت عليه السيده آمنه فأرسلته الى الباديه عند حليمه مرة أخرى و اخذته منها و هو فى سن الخمس سنوات . حيث زار قبر أبيه معها فزادته زيارته رحمة فى قلبه . و تموت أمه فى طريق العوده و يعيش مع جده عبد المطلب حتى بلغ ثمان سنوات فيموت جده و ينتقل الى بيت عمه أبو طالب .
الدروس المستفاده : صاحب مولد الرسول صلى الله عليه و سلم ظواهر و أحداث يمكن لنا أن نستخلص منها العديد من الدروس و العبر و العظات التى اذافهمناها جيدا كانت لنا بمثابةالنور الذى يهدينا فى طريق حياتنا
أولا: الأحداث التى وقعت عند مولده صلى الله عليه و سلم: من رد الله تعالى أبرهه عن الكعبه بالآيه الباهره التى وصفها القرآن فى سوره الفيل و خروج نور
من فرج أمه أضاء ـ له قصور الشام و سقوط أربعة عشر شرفه من ايوان كسرى و خمود النار التى كان يعبدها المجوس و انهدام الكنائس حول بحيره ساوه:
و لهذه الأحداث دلاله هامه و هى أن الله يسخر الكون للانسان ان شاء و هذا التسخير يكون على أنواع
تسخير عقل :
الله سبحانه و تعالى يلهمك و يسخر عقلك لتعمل العمل الذى يخدم الاسلام و يخدم البشريه ان شاء ذلك -
تسخير وقت :
فيبارك الله فيه حتى يسع كل الأعمال التى تنفعك و تنفع بها الاسلام و البشريه كلها -
تسخير قلوب :
أذا أحب الله عبدا حبب فيه خلقه . و اذا أردت أن تعرف منزلتك عند الله انظر الى منزلتك عند الناس . فحب الناس لك دليل لحب الله لك -
دعاء : " اللهم سخر لى قلب من أحوجتنى اليه"تسخير الجوارح و الجسد و الوقت و القلوب للأنسان لأنه سخر نفسه لله "
حديُث قدسى : " يابن آدم أطعنى يطعك كل شىء . أنا لك محب فبحقى عليك كن محبا لى"
مما سبق تعرفنا على الدرس الأول المستفاد من مولد الرسول صلى الله عله و سلم و حدوث بعض الآيات هى بمثابة معجزات باهره قبل و عند مولد الرسول و هى بمثابة اعلان من رب العالمين أن هذه المعجزات هى ايذانا بحدوث شىء جلل و هو بعثة الرسول الكريم و أن الكون فى طريقه الى استقبال سيد هذا الكون و سيد الخلق أجمعين . و ان الله سبحانه و تعالى يسخر الكون لعباده ان اراد و ذلك ما حدث عند مولد رسولنا الكريم و هذا ما يحدث كل يوم لعباد الله اذا أخلصوا لله عز و جل و كان عملهم فى سبيل الله و فى سبيل اعلاء كلمة الله و كلمة الحق .
ثانيا : التغييرالذى حدث للسيده حليمه السعديه بعد قدومها بالرسول صلى الله عليه و سلم الى بادية بنى سعده ، فقد أبت كل المرضعات رسول الله لأنه يتيم و رضيت هى أن تأخذه فلما رضيت فتح
الله لها باب سعد و خير كبير و اخضرت مراعى بنى سعد و فاض اللبن فى ثدى حليمه و بارك الله لها فى بيتها و وسع فى رزقها بعد أن عانت من الفقر و الجفاف مده طويله قبل قدوم الرسول صلى الله عليه و سلم .و نتعلم من ذلك ما يلى:-
ثالثا : يتم الرسول صلى الله عليه و سلم و تفريق الكفالات بين جده و عمه له حكمه عظيمه - كأن رب العالمين يعده لكى يقول " حسبى الله و نعم الوكيل
الله سبحانه و تعالى قد منعه ليعطيه . و سورة الضحى التى يخاطب الله فيها رسوله الكريم أكبر دليل على ذلك المعنى حيث يقول رب العالمين لمحمد عليه الصلاة و السلام و كل مسلم
"ألم يجدك يتيما فآوى " و الأيواء هو منح المأوى و الحمايه و الاحتضان . و الأيواء الحقيقى ليس السكن و لا الزوج و لا المال و انما الأيواء الحقيقى هو حفظ الله و"
رعايته للعبد حينما يكون فى معيته فى الدنيا و ايواء الله للعبد تحت ظل العرش يوم القيامه
ووجدك ضالا فهدى" الهدايه الى نور الحق و النجاه من الضلال و هو الحيره و الخوف - الهدايه الى طريق الخير و الصلاح - الى طريق الجنة
ووجدك عائلا فأغنى " الغنى ليس غنى المال و انما غنى الرضا بالله و عن الله . غنى العلم و الخلق الكريم "
فالمنع من الله هو قمة العطاء - فكل منع يقابله عطاء عظيم من رب العالمين . و اذا أحب الله عبدا أعطاه و أعطى به . فالله سبحانه و تعالى يفيض عليه ليفيض على الغير .
فليس من قبيل المصادفه أن يولد رسول الله صلى الله عليه و سلم يتيما ثم لا يلبث أن يفقد جده أيضا فينشأ النشأة الأولى من حياته بعيدا عن رعاية الأب و الأم لقد اختار الله عز و جل لنبيه هذه النشأه لحكم باهره أهمها أن تتولاه عناية الله وحدها لا غير بعيدا عن التدليل و الرعايه الابويه و بعيدا عن المال و الجاه حتى لا يتأثر بما حوله من مظاهر الحياه و قد قال الرسول صلى الله عليه و سلم فى ذلك " أدبنى ربى فأحسن تأديبى " فكان الله سبحانه و تعالى يعده للبعثه التى هى مهمه صعبه لا يتحملها من نشأ نشأه عاديه .بل يتحملها من اعتاد منذ نعومة أظافره على تحمل الصعاب و الأحداث الشداد
افتح فى قلبك بابا لحب المصطفى يفتح الله لك باب رحمه-
الرضا عن الله باب كل الخير يحول القسمه و النصيب الى مكاسب و ذلك بأن أعود قلبى التسليم لله و أفهم معنى "وعسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم-
أول من دخل الجنه الحمادون قل الحمد لله من قلبك-.هم الشيطان الأول هو أن يخرج من قلبك الرضا بالله و يمنعك من الحمد لله-
-
قيمة الاحسان فى العمل و الاخلاص فيه لله هى المسبب فى النجاح مهما كنت لا ارضى عن هذا العمل فسوف يكافئنى الله على اخلاصى فى ادائه و يحقق لى ما اتمناه باذن الله اذا رضيت بما كتبه الله لك كتب الله لك ما ترضى . و فى المقابل مهما كان علو همتك فى العمل لن تنل الا ما كتبه الله لك الذى هو حتما يمثل لك كل الخير
قول لابن عطاء الله السكندرى "سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار
المراعى اخضرت بقدوم رسول الله دليل على انه صلى الله عليه و سلم حياة للقلوب و الحياه نوعان-
أ- حياة بدن : اميز فيها بين الضار و النافع
ب-حياة الروح : اميز فيها بين الحق و الباطل
صاحب حياة الروح له نور بالصلاة على الرسول صلى الله عليه و سلم و يمشى فى الناس بنوره فيحتاجون اليه فيمشون وراءه على الصراط المستقيم . قال تعالى " يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم و بأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم " الحديد12