عند حدوث الحمل بوسائل الإخصاب المساعدة فهو يعتبر حملاً كأي حمل طبيعي غير أن الخطوة التي تتم في قنوات فالوب في السيدة الطبيعية لا تتم لسبب ما ولذلك نلجأ لتخصيب البويضات خارج الجسم، ولكن طالما حدث الحمل فهو مثل أى حمل آخر، ولكن يعتبره الأزواج والأطباء حملاً ثميناً.. أما عن نسبة حدوث الإجهاض فهي لا تزيد على الحمل الطبيعي في حالة وجود جنين واحد.
أما مع تعدد الأجنة (3 فأكثر) داخل الرحم فذلك قد يؤدى إلى مشاكل الحمل وزيادة نسبة حدوث الإجهاض، ففي الإخصاب المساعد عادة يتم نقل أكثر من جنين داخل الرحم لزيادة فرصة حدوث الحمل وفي بعض الحالات يتم الحمل في أكثر من جنين وتزداد المشاكل مع زيادة عدد الأجنة.
وكيف يمكن تفادى تعدد الأجنة داخل الرحم؟
مع التقدم التكنولوجى فى وسائل إعاشة الأجنة فى المحضن “الحضّانة” أمكن الوصول بعمر الجنين إلى مرحلة تسمى بلاستوسيستBlastocyst أى حوالي خمسة أيام لعمر الجنين، وهذه هي المرحلة التي يصل فيها الجنين طبيعياً لتجويف الرحم بعد تخصيب البويضة في قنوات فالوب، ووصول الجنين لهذه المرحلة يدل على أن هذا الجنين في دور مستمر من الانقسام، وهذه علامة جيدة، فبالتالي يمكن نقل عدد 2 جنين لا أكثر، فإذا تم ثبات هذين الجنينين في رحم الأم فيكونان توأماً وأما عن مشاكل الحمل هنا فهي لا تزيد كثيراً عن الحمل الطبيعي.
في وسائل الإخصاب المساعدة هناك خوف لدى الزوجين من حدوث تشوهات في الطفل، هل هذا صحيح؟ وهل هناك زيادة في نسبة المشاكل الصحية؟
منذ ولادة أول طفلة (لويز براون) 1978 بوسيلة أطفال الأنابيب والحقن المجهرى 1993 ومع متابعة الأطفال لفترات طويلة بعد الولادة لم يثبت حتى الآن أن هناك زيادة في نسبة المشاكل الصحية أو التشوهات عن المعدلات الطبيعية للأطفال الذين يولدون بحمل طبيعي، فلا داعي للخوف من هذه النقطة.
يوجد بعض الأزواج الذين يلجأون للإخصاب المساعد وعندهم فرصة لنقل أمراض وراثية، هل يمكن تفادى حدوث ذلك؟
الجنين في مراحله المبكرة يتكون من خلايا متساوية داخل قشرة خارجية، وقد ثبت علمياً أنه في مرحلة معينة إذا تم أخذ خلية واحدة فذلك لا يؤثر على انقسام بقية الخلايا أو على نمو الجنين مستقبلاً، لذلك في بعض الحالات الخاصة يمكن شفط خلية واحدة من هذه الخلايا قبل نقل الجنين داخل الرحم، ويتم فحص الكروموزومات Karyotyping في خلال 22 ساعة بتقنيات حديثة، حتى إذا ثبت وجود خلل في الكروموزومات يتم استبعاد هذا الجنين من النقل داخل الرحم ويتم فقط نقل الأجنة السليمة، وهذه الطريقة تسمىPre-implantation Genetic Diagnosis أى فحص الجينات قبل التصاق الجنين بجدار الرحم.
هل هناك أخبار جديدة قد تبشر الأزواج الذين يعانون من العقم؟
في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلوم الأجنة والتكاثر الذي عقد في فينا عام 2002، قدمت أبحاث قد تحدث ثورة علمية جديدة حيث إنهم قاموا بعرض أبحاث عما يسمى بشبه الاستنساخ.
وما الفرق بين الاستنساخ وشبه الاستنساخ؟
إن خلية الإنسان عموماً تتكون من 46 كروموزوماً، نصفها من الأب والنصف الآخر من الأم فيما عدا البويضات والحيوانات المنوية، حيث يحمل كل منهما نصف هذا العدد أي 23 كروموزوماً، وعند اتحادهما أو أثناء تخصيب البويضة يتكون الجنين من 46 كروموزوماً.
في الاستنساخ، يتم إزالة النواة من بويضة الزوجة ووضع النواة من خلية مكتملة النمو من الزوج، أي تحمل 46 كروموزوماً، وبطريقة الدمج الكهربائي تنسى هذه الخلية ما هي الآن وتبدأ في النمو والتكاثر والانقسام مثل خلية جنينية ولكن هذا الجنين يشبه الأب تماماً في كل شيء، ولكن هذا يعتبر غير جائز شرعياً ودينياً.
أما في شبه الاستنساخ، لا يتم نزع نواة بويضة الزوجة ولكن بعد دمج الخلية المكتملة من الزوج في البويضة وبطريقة تكنولوجية معينة يتم فصل نصف كروموزومات الزوج التي كانت في الأصل 46، وبالتالي يتبقى 23 كروموزوماً فقط من الزوج، و23 من الزوجة، وبذلك يكون الجنين متكوناً من 46 كروموزوماً مثل أي جنين آخر نتيجة تخصيب البويضة بحيوان منوي.
هذه الأبحاث تمت بنجاح في الحيوانات، ولكن لم يتم ولادة الأجنة بعد، ولكن حدث انقسام للبويضات وتم حفظها في التجميد لدراستها أكثر قبل استخدامها وإذا نجحت هذه الطريقة فسوف تحدث ثورة تكنولوجيا هائلة عند بعض الأزواج الذين يعانون من العقم، خاصة الرجال.
هل لديك أي نصيحة تحب أن تقدمها للأزواج الذين يعانون من العقم؟
نعم، أحب أن أقول لهم إن علاج تأخر الحمل يحتاج إلى الصبر من جانب الزوجين والثقة في الطبيب المعالج، فالحالة تسوء مع التسرع واللجوء إلي أكثر من طبيب في حالة عدم حدوث الحمل فوراً، وهذا ما يعرقل العلاج، كما أنني أنصحهم بعدم اليأس من تكرار المحاولات لأن تكرارها يعطي أملاً في حدوث الحمل.
وأخيراً أحب أن أقول.. إن نعمة الإنجاب تكون بمشيئة الله تعالى، ولا يجب أن ييأس الأزواج الذين يعانون من تلك المشكلة من قدرة الله تعالى.
المصدر:
http://www.masreat.com/?p=5742