ما حكم دهن العورة بالزيت المرقي بآيات القرآن الكريم أو بالرقية الشرعية، حيث أجاز بعض الرقاة دهن العورة بهذا الزيت وأكثر من ذلك أجازوا أن تحتقن المرأة المتزوجة في المهبل بهذا الزيت أما البكر فتضع حفاظ نسائي عليه هذا الزيت وتتحفظ به على العورة وهذا في نظر الرقاة علاج لمن ابتلاها الله بسحر الأرحام أو بالجن العاشق
فما حكم هذا ألا يعتبر امتهان للقرآن ونتشبه بالسحرة في بعض أعمالهم . أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
يجوز دهن العورة بالزيت الذي نُفِثَت فيه الرُّقْيَة الشرعية .
وقد قررّ شيخ الإسلام ابن تيمية أن " أَثَرَ الْكِتَابَةِ لَمْ يَبْقَ بَعْدَ الْمَحْوِ كِتَابَةً ، وَلا يَحْرُمْ عَلَى الْجُنُبِ مَسُّهُ . وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ حُرْمَةٌ كَحُرْمَتِهِ مَا دَامَ الْقُرْآنُ وَالذِّكْرُ مَكْتُوبَانِ ، كَمَا أَنَّهُ لَوْ صِيغَ فِضَّةٌ أَوْ ذَهَبٌ أَوْ نُحَاسٌ عَلَى صُورَةِ كِتَابَةِ الْقُرْآنِ وَالذِّكْرِ ، أَوْ نُقِشَ حَجَرٌ عَلَى ذَلِكَ عَلَى تِلْكَ الصُّورَةِ ثُمَّ غُيِّرَتْ تِلْكَ الصِّيَاغَةُ وَتَغَيَّرَ الْحَجَرُ لَمْ يَجِبْ لِتِلْكَ الْمَادَّةِ مِنْ الْحُرْمَةِ مَا كَانَ لَهَا حِينَ الْكِتَابَةِ " . اهـ .
ويُقال مثل ذلك في الماء الذي قُرئ فيه ، فإنه لا يبقى أثر للقراءة ، فيجوز الاغتسال به في دورات المياه .ومثله الزيت الذي نَفَث فيه القارئ ، فيجوز الادّهان به في موضِع العورة ؛ لأن أثَر النفث غير باقٍ .
وسُئل شيخنا ابن عثيمين رحمه الله :
هل يجوز للحائض أن تَسْتَحِمّ بِمَاء الرُّقْيَة ؟
فأجاب رحمه الله تعالى : نعم ، لا أرى في هذا بأسًا ؛ لأن ماء الرُّقْيَة ليست به كتابة القرآن ، وليس به شيء يعتبر محترما مِن القرآن ، إنما هو ريق القارئ يُؤثِّر بأذن الله عز جل . اهـ .
وسُئل شيخنا ابن جبرين رحمه الله : هل يجوز الاغتسال بماء السِّدر الذي قُرئ فيه ، وذلك للاستشفاء ؟ وإذا كان جائزا فهل يجوز فِعله في الحمّام أعزّكم الله ؟
فأجاب رحمه الله : لا بأس بذلك ؛ لأن القرآن الذي هو كلام الله عَرَضٌ ليس له جُرْم ظاهِر ، ولكن هذا القرآن يُؤثِّر بإذن الله في شفاء المريض ، أو في إزالة الألم الذي يحسّ به ، أو ما أشبَه ذلك .
فلا مانِع مِن أن يغتسل به داخل المراحيض والحمّام ونحوها ، ولا مانِع مِن أن يستشفي به كيفما شاء ؛ اغتسالا أو شُربا أو غير ذلك مِن أنواع الاستعمال . اهـ .
والله تعالى أعلم .