السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عاد الحديث مرة أخرى عن حكم أخذ الأجرة عن الرقية الشرعية .. وامتلأت مشاركات الأخوات الكريمات بالقصص عن استغلال الرقاة لهن والمبالغات الكثيرة في أجرة الراقي .. ثم جاء الخلط والاتهامات للرقاة وان أخذ الأجرة ينافي الإخلاص ولا تصبح نية الراقي خالصة لوجه الله في العلاج .. ثم تطرق الحديث لبعض الرقاة في المنتدى من حيث دفاعهم عن أخذ الأجرة عن الرقية .. وغاب عن جميع الأعضاء والمشاركين في هذه المواضيع أن الراقي أو المعالج وأنا منهم عندما يتحدث عن حكم أخذ الأجرة عن الرقية إنما يتحدث من منظور الشرع .. والحكم الشرعي من حيث الجواز أو الكراهه أو التحريم .. وإذا سألت أي راقي أو معالج أو شيخ أو حتى طالب علم من أمثالي لأجابك على الفور بجواز أخذ الأجرة عن الرقية ولساق لك نفس الأمثلة التي تدل على ذلك وكلها موجودة في السنة النبوية المطهرة .. وحقيقة الأمر أن ما جعلني اقدم على كتابة هذا الموضوع هو ما لفت نظري في مشاركة إحدى الأخوات أنها ذهبت إلى أحد الرقاة ممن يدافعون عن أخذ الأجرة عن الرقية وظنت أنه يأخذ منها مبلغاً كبيراً ولكنها فوجئت به يأخذ مبلغ صغير من المال .. وهذا يرجع اخوتي الكرام إلى أنها لم تفهم جيدا السبب في دفاع الراقي عن أخذ الأجرة .. وغاب عنها انه يتحدث من منطلق الشرع فقط .. وظنت أن دفاعه يرجع إلى ارتفاع أجرته عن جلسة العلاج .. وهذا الخطأ الجسيم يقع فيه الكثيرون إما عن جهل بالأسباب وإما بوسوسة الشيطان لهم بذلك حتى يبتعدوا عن الرقاة ..
هذا ما يجب على الأعضاء والمصابين فهمه بالنسبة لموضوع الأجرة عن الرقية
أما ما يجب أن ينتبه إليه الراقي فهو ضرورة أن يتقي الله في المرضي ولا يبالغ في أجرته .. وله في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة إذ أخذ شاة ورد اثنتين إلى المرأة أم الغلام .. فالله الله في المرضي ولا داعي لزيادة المعاناة الواقعة عليهم .. فكم من مريض يستدين حتى يسدد أجرتك أيها الراقي .. فإذا وجدت من مريضك رقة الحال وضيق ذات اليد فأصفح عن أجرتك واحتسب جهدك لوجه الله .. وسوف يعوضك الله عنها خيرا ..
وأخيرا قبل أن اختم هذا الموضوع أرجو أن أكون قد نجحت في توضيح وجه نظر المعالج حين يتحدث عن موضوع معين .. واختلاف هذه الوجهة عن وجهة نظر المريض أو المصاب إذ يقرأ الموضوع أو المشاركة
أسف للإطالة عليكم ولكني أردت أن نغلق موضوع الأجرة عن الرقية إلى الأبد