الجواب
الشيخ: الرقية الشرعية ما جاءت به السنة مثل اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً وغير الشرعية هي البدعية أو الشركية فما كان بدعة أو شركاً فإن الرقية به محرمة ولا تزيد الإنسان إلا ضررا ومرضاً وإن قدر أنه شفي بها فهو لم يشفَ بها في الواقع وإنما كان الشفاء عندها لا بها امتحاناً من الله سبحانه وتعالى لهذا الرجل الذي رقى بالشرك أو بالبدع وأما الأدعية المباحة التي ليست ببدعة فالرقية بها جائزة فتبين بهذا أن الرقى أربعة أقسام ما جاءت به السنة فالرقية به مشروعة مستحبة وما كان شركاً أو كان بدعة فالرقية به محرمة وما كان دعاءً مباحاً لا شرك فيه ولا بدعة لكنه ليس مما ورد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالرقية به جائزة ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الرقى لا بأس بها ما لم تكن شركاً.
المصدر : موقع الشيخ ابن عثيمين
********************************
السؤال: أحسن الله إليكم هذه المستمعة للبرنامج تقول هل يجوز للحائض أن تستحم بماء الرقية؟
الجواب
الشيخ: نعم لا أرى في هذا بأسا لأن ماء الرقية ليست به كتابة القرآن وليس به شيء يعتبر محترماً من القرآن إنما هو ريق القارئ يؤثر بأذن الله عز جل.
المصدر : موقع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
********************************
ما مدى صحة هذا الدعاء للرقية من الوباء : ( تحصنت بذي العزة ، واعتصمت برب الملكوت ، وتوكلت على الحي الذي لا يموت ، اللهم اصرف عنا هذا الوباء ، وقنا شر الداء ، ونجنا من الطعن والطاعون والبلاء ، بلطفك يا لطيف ، إنك على كل شيء قدير ). حيث بدأ ينتشر عبر رسائل الجوال .
الجواب :
الحمد لله
أولا :
التحصن بالرقى والأدعية والأذكار الشرعية من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستعاذة بالله من ( مِنْ الْبَرَصِ ، وَالْجُنُونِ ، وَالْجُذَامِ ، وَمِنْ سَيِّئْ الْأَسْقَامِ) رواه أبو داود (رقم/1554) وصححه النووي في ” الأذكار ” (483) والألباني في ” صحيح أبي داود “.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” سيئ الأسقام : وهو جمع سقم ، وهو المرض ، ويشمل هذا كل الأمراض السيئة ، ومنها ما عرف الآن بالسرطان نسأل الله العافية ، فإنه من أسوأ الأسقام ، فمثل هذه الأحاديث ينبغي للإنسان أن يحرص عليها ، وأن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم فيها ” انتهى.
” شرح رياض الصالحين ” (6/40)
وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم برفع الوباء عن المدينة ، واستدل بذلك العلماء على جواز الدعاء برفع الوباء أو دفعه .
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
” استشكل بعض الناس الدعاء برفع الوباء ؛ لأنه يتضمن الدعاء برفع الموت ، والموت حتم مقضي ، فيكون ذلك عبثا .
وأجيب : بأن ذلك لا ينافي التعبد بالدعاء ؛ لأنه قد يكون من جملة الأسباب في طول العمر أو رفع المرض ، وقد تواترت الأحاديث بالاستعاذة من الجنون والجذام وسيء الأسقام ومنكرات الأخلاق والأهواء والأدواء ، فمن ينكر التداوي بالدعاء يلزمه أن ينكر التداوي بالعقاقير ، ولم يقل بذلك إلا شذوذ ، والأحاديث الصحيحة ترد عليهم .
وفي الالتجاء إلى الدعاء مزيد فائدة ليست في التداوي بغيره ، لما فيه من الخضوع والتذلل للرب سبحانه ، بل منع الدعاء من جنس ترك الأعمال الصالحة اتكالا على ما قدر ، فيلزم ترك العمل جملة ، ورد البلاء بالدعاء كرد السهم بالترس ، وليس من شرط الإيمان بالقدر أن لا يتترس من رمي السهم ” انتهى.
” فتح الباري ” (10/133)
ثانيا :
أما خصوص الدعاء الوارد في السؤال فلم نعثر عليه في كتب السنة والآثار ، وإنما ينقل نحوَه بعضُ فقهاء المالكية عن الشيخ أحمد زروق ، كما في ” الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني ” (2/266)
ولكن لما كانت كلمات هذا الدعاء كلمات شرعية ، ليس فيها ما يخالف الشريعة ، بل هي كلمات خير وتعظيم لله عز وجل ، جاز الدعاء به ، والتحصن بما جاء فيه ، بشرط ألا يعتقد الداعي وجود فضل وأجر لخصوص هذه الكلمات ، وبشرط ألا يعتاده الداعي بحيث يصبح كالعبادة التي تضاهي الشريعة ، ولو اعتنى الداعي بما وردت السنة في مثل ذلك ، فأحصاه ووعاه ، ودعا الله به : لكان خيرا له وأعظم بركة .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
********************************
السؤال: في أحد المجالس مع بعض طلبة العلم طرح موضوع حول رقية لشفاء ” الثآليل ” التي تظهر في الجسم ، وقد نقل الأخ الذي طرح الموضوع عن بعض الرقاة أنهم كانوا يفعلون هذه الرقية عند من عُرف متابعته للسنَّة ، ومحاربة البدع ، مع سكوته عنها ، وقد استشكل علينا بعض من ألفاظ ، وأفعال هذه الرقية ، والتي يقول الراقي فيها : ” يا أيها النبوت في الجسم الذي يموت , أسألك بالذي لا يموت ” فيقول عند ذلك هو والمرقي : ” موت ، موت ، موت ” ، ويقوم أحدهم عند ذلك بقص قشة مع الحرص على عدم وقوعها على الأرض ، ثم تؤخذ وتدفن . فنسأل فضيلتكم عن هذه الرقية ، والحكم الشرعي لها مع مخاطبة الجماد ” النبوت ” ، وقص القشة ، فهل هذا مشروع أم محظور ؟ . أفتونا ، فقد أشكل علينا الأمر.
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
الرقية : هي التعويذ بقراءة القرآن والأدعية النبوية والأذكار ، لحفظ الصحة ، ودفع المرض .
وهذه هي الرقية الشرعية ، وثمة رقية محرَّمة ، وهي ما كان فيها استعمال نجاسات ، أو تمتمات ، أو ألفاظ شركية ، أو استغاثة بغير الله ، وما كان فيها كلام ليس له معنى .
وينظر جواب السؤال رقم : (13792) لزيادة التفصيل .
ثانياً:
الرقية الشرعية يمكن استعمالها وقاية ، وعلاجاً لجميع الأمراض والأوجاع ، وهكذا كان هديه صلى الله عليه وسلم في استعمالها ، ومما يدل على ذلك :
1. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَتَى مَرِيضًا أَوْ أُتِيَ بِهِ قَالَ : ( أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ) .
رواه البخاري (5351) ومسلم (2191) .
2. عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى الْإِنْسَانُ الشَّيْءَ مِنْهُ أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ أَوْ جُرْحٌ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا – وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبَّابَتَهُ بِالْأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَهَا – : ( بِاسْمِ اللَّهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ بَعْضِنَا لِيُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا ) .
رواه البخاري (5413) ومسلم (2194) .
قال الشيخ أبو العباس القرطبي – رحمه الله – :
وقوله : ” كان إذا اشتكى الإنسان مِنَّا ، أو كانت به قرحة ، أو جرح ” : يدل على جواز الرُّقى من كل الأمراض ، والجراح ، والقروح ، وأن ذلك كان أمراً فاشياً بينهم ، معمولاً به عندهم. ” المفهم لما أُشكل من تلخيص كتاب مسلم ” (5 / 579) .
وبه يُعلم أن ما ورد في الحديث الذي يحصر الرقية في علاج العين ، والحُمة : أنه ليس على ظاهره المراد منه الحصر .
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ ) .
رواه داود ( 3886 ) وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود ” .
الحُمة : لدغة ذوات السموم ، من العقارب ، والحيَّات ، وغيرهما .
قال الخطابي – رحمه الله – :
وليس في هذا نفي جواز الرقية في غيرهما من الأمراض والأوجاع … ، وإنما معناه : أنه لا رقية أولى ، وأنفع من رقية العيْن ، والسم ، وهذا كما قيل : ” لا فتى إلا علي ” ، و ” لا سيف إلا ذو الفقار ” ؛ لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رقى بعض أصحابه من وجع كان به ، ولما ورد عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت : ” دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة رضي الله عنها ، فقال لي : ( ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة ) .
” معالم السنن ” (4 / 215) .
وحديث الشفاء رواه أبو داود (3887) وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود ” .
و” النَّملة ” : قروح تخرج من الجنب .
ثالثاً:
الرقى إن كانت من القرآن ، أو السنَّة النبوية الصحيحة ، أو الأدعية الشرعية : فلا إشكال في جوازها ، وأما غيرها مما يخترع ألفاظه بعض الرقاة ، أو يفعلونه : فلا بدَّ من عرضه على أهل العلم ليحكموا عليها بالجواز من عدمه .
ومما يدلُّ على عرض الرقى على أهل العلم ، وأن الأمر ليس على إطلاقها في الجواز ، بل لا بد من معرفة معناها ، والتأكد من خلوها من المخالفات الشرعية ، في اللفظ والمعنى :
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ قَالَ : كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ فَقَالَ : ( اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ ، لاَ بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ ) .
رواه مسلم (5862) .
والذي يظهر لنا أن ما نقله الأخ السائل عن ذلك الراقي ليس موافقاً للشرع من جهتين :
الأولى : مخاطبته للثآليل ! بأن تموت ! بذِكرٍ جماعي من المجموعة التي معه ، والتي تردد بسذاجة ” موت ، موت ، موت ” ! وكأن الثآليل كائنات حيَّة ، وتملك موتها .
والثاني : قص تلك القشة ، وعدم إيقاعها على الأرض ، ثم دفنها ! ، وكل ذلك من الخرافات التي لا أصل لها ، ولا تعلق – شرعاً ولا طبَّاً – بقص تلك القشة مع موت تلك الثآليل ، أو شفاء المريض منها .
وقد أغنانا الله تعالى عن هذه الخرافات لعلاج الثآليل وغيرها بما أباحه لنا من القرآن ، والأدعية ، والأذكار الشرعية ، وبما علمه أهل الطب وأهل الخبرة في علاج ذلك ، فينبغي مراجعتهم ، بدلا من مراجعة المشعوذين والدجالين .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
********************************
س : ما حكم القراءة على ماء فيه زعفران ، ثم غمس الأوراق فيه ، ثم تجفيفها ، ثم حلها بعد ذلك بماء ، ثم شربها ؟.
ج : الحمد لله
القراءة في ماء زعفران ثم تغمس الأوراق في هذا الماء وتباع على الناس لأجل الاستشفاء بها – هذا العمل لا يجوز ويجب منعه ؛ لأنه احتيال على أكل أموال الناس بالباطل ، وليس هو من الرقية الشرعية التي نص بعض أهل العلم على جوازها ؛ وهي كتابة الآيات في ورقة أو في شيء طاهر كتابة واضحة ، ثم غسل تلك الكتابة وشرب غسيلها .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
********************************
السؤال: ما حكم كتابة ماء الزعفران على صحن بآيات من القرآن الكريم ثم غسله بالماء وشربه ؟ وما حكم كتابتي للآيات بماء الزعفران على ورق ثم وضعها في الماء ثم شربها ؟
الجواب :
الحمد لله
لا حرج فيما ذكرت من كتابة آيات من القرآن في صحن أو ورق بمادة طاهرة غير مضرة كالزعفران أو ماء الورد ، ثم شرب هذا الماء أو وضعه على موضع الألم ، لورود ذلك عن جماعة من السلف .
قال ابن القيم رحمه الله في “زاد المعاد” (4/170) عن الرقية من العَيْن :
“ورأى جماعة من السلف أن تكتب له الآيات من القرآن ، ثم يشربها . قال مجاهد : لا بأس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه المريض ، ومثله عن أبي قلابة ، ويُذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنه أمر أن يكتب لامرأة تعسر عليها ولادها أثرٌ من القرآن ، ثم يغسل وتسقى . وقال أيوب : رأيت أبا قلابة كتب كتابا من القرآن ثم غسله بماء وسقاه رجلا كان به وجع” انتهى .
وسئل الشيخ محمد إبراهيم آل الشيخ رحمه الله : هل يجوز أن يكتب للمريض بعض آيات قرآنية في إناء يغسله ثم يشربه ؟
فأجاب : ” لا يظهر في جواز ذلك بأس . وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن جماعة من السلف رأوا أن يكتب للمريض الآيات من القرآن ثم يشربها ” انتهى من “فتاوى الشيخ محمد إبراهيم” (1/94) .
وجاء في “فتاوى اللجنة الدائمة” (1/97) : ” وقراءة القرآن أو السنة على المريض مباشرة بالنفث عليه ثابتة بالسنة المطهرة من رقية الرسول صلى الله عليه وسلم لنفسه ولبعض أصحابه ، أما كتابة الآيات بماء الورد والزعفران ونحو ذلك ثم غمرها في الماء وشربها ، أو القراءة على العسل واللبن ونحوها ودهن الجسم بالمسك وماء الورد المقروء عليه آيات قرآنية- فلا بأس به ، وعليه عمل السلف الصالح ” انتهى .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : ” أما كتابة الآيات والأدعية الشرعية بالزعفران في صحن نظيف أو أوراق نظيفة ثم يغسل فيشربه المريض فلا حرج في ذلك ، وقد فعله كثير من سلف الأمة ، كما أوضح ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد وغيره ، إذا كان القائم بذلك من المعروفين بالخير والاستقامة ” انتهى من “فتاوى إسلامية” (1/30) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
********************************
س : يقوم شيخ وإمام مسجد بمعالجة الناس بالقرآن الكريم ، حيث يقوم بالقراءة على رأس الشخص ، ومن ثم يخبره بسبب حالته ، سواء أكانت عينا ، أم وساوس شيطان ، أو إذا كانت حالته ليست مما ورد فيخبره بأن يذهب لطبيب مختص ، وقد قام الشيخ بمعالجتي قبل أربع سنوات ، فقال لي أن أحافظ على الصلاة في وقتها ، وأن أقرأ سورة البقرة على زيت زيتون ، ومن ثم أدهن جسدي به عدا شعر الرأس والعورة المغلظة لمدة سبع ليالي قبل النوم ، وأن أقوم لمدة أربعين يوما بما يلي : بقراءة سورة يس يوميا على ماء وشربه ، وأن أقوم بالتهليل والاستغفار والصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثين مرة ، وأن أشرب ملعقة من عسل الكينا البري ، أو السدر البري ، ثلاث مرات يوميا ، والآن هناك صديقة لي تريد أن تفعل نفس الشيء عندما أخبرتها بتجربتي ، وأنا أريد أن أسأل هل هذا من الأمور المشروعة ، أم هل هناك ما هو محرم منها ؛ لأني في ذلك الوقت لم أفكر أن أسأل ، لأنه كله من القرآن والأدعية الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، والعسل مذكور في الطب النبوي . أفيدوني جزاكم الله خيرا .
ج : الحمد لله
لا يجوز للمرأة التداوي بالرقية ولا بالطب عند الرجل ، إلا إذا دعت الضرورة لذلك ، كأن يشتد عليها الألم ولا تجد من يعرف علاجها من النساء ، فتلجأ حينئذ للرجال ، لكن بشرط المحافظة على الحجاب الشرعي ، ووجود محرم معها عند المعالجة ، والاقتصار على لمس أو كشف ما يقتضيه أمر الفحص والعلاج .
جاء في “مصنف ابن أبي شيبة” (5/467) :
” عن عطاء في المرأة تنكسر ، قال : لا بأس أن يجبرها الرجل .
وعن قتادة قال : قلت لجابر بن زيد : المرأة ينكسر منها الفخذ أو الذراع أجبره ؟ قال : نعم . وعن الشعبي سئل عن المرأة يكون بها الجرح ، قال : يخرق موضعه ثم يداويها الرجل ” انتهى باختصار.
وقال السفاريني في “غذاء الألباب” (2/21) :
” وحيث جاز للطبيب مداواة المرأة الأجنبية ، فلا تجوز له الخلوة بها في بيت أو نحوه ” انتهى.
ثانيا :
أما عن أعمال هذا الذي يرقى بالقرآن الكريم ، فلا نرى فيها حرجا ولا محذورا ، إلا أننا ننبه على عدم جواز اعتقاد خصوص أعداد الأذكار والسور كسورة ” يس ” التي أمركم بها بمزيد فضل وعظيم أثر ، وإنما هي أرقام للعون على الامتثال وعدم التقصير ، فليست تعبدية ، ولا يتوقف العلاج على الالتزام بها تماما ، أما غير ذلك فلا نرى – بحسب ما ورد في السؤال – أي حرج من التعامل معه بالشروط السابقة .
وانظري في موقعنا العديد من الأسئلة المفيدة في هذا الموضوع ، تحت الأرقام الآتية :
(12918) ، (13792) ، (21124) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
الرقية الشرعية هي ما اجتمع فيها ثلاثة أمور :
1 – أن تكون بكلام الله أو بأسمائه وصفاته أو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم .
2 – ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية شرطاً وهو أن تكون باللسان العربي وما يعرف معناه : فكل اسم مجهول فليس لأحد أن يرقي به فضلاً عن أن يدعو به ولو عرف معناه لأنه يكره الدعاء بغير العربية ، وإنما يرخص لمن لا يحسن العربية ، فأما جعل الألفاظ الأعجمية شعاراً فليس من دين الإسلام .
3 -أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى .
فإذا كانت هذه الشروط الثلاثة مجتمعة في الرقية فهي الرقية الشرعية ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ” لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً “. رواه مسلم .
وإن أنفع الرقية وأكثرها تأثيراً رقية الإنسان نفسه ، وذلك لما ورد في النصوص على عكس ما اشتهر عند كثير من الناس من البحث عن قارئ ولو كان عامياً أو مشعوذاً .
وسورة الفاتحة من أنفع ما يقرأ على المريض ، وذلك لما تضمنته هذه السورة العظيمة من إخلاص العبودية لله والثناء عليه عزوجل وتفويض الأمر كله إليه والاستعانة به والتوكل عليه وسؤاله مجامع النعم ، ولما ورد فيها من النصوص مثل رقية اللديغ الواردة في صحيح البخاري.
-عند رقية المريض يقول: ” بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك “. رواه مسلم .
وإذا اشتكى ألماً في جسده يضع يده على موضع الألم ويقول : ” بسم الله (ثلاثاً) ويقول: (سبع مرات) : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر “. رواه مسلم . والرقية الشرعية تنفع من العين والسحر والمس وكذا الأمراض العضوية.
وقد تكون الإصابة من العين ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ” العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين “. رواه مسلم . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : “أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نسترقي من العين” . رواه البخاري.
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة جارية في وجهها سفعة فقال: ” استرقوا لها فإن بها النظرة “. رواه البخاري.
وإذا عرف العائن فيؤمر بأن يفعل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن عامر بن ربيعة رأى سهل بن حنيف يغتسل فقال : والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة : قال : فلبط سهل ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عامراً فتغيظ عليه وقال: علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا بركت . اغتسل له ” فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب عليه فراح سهل مع الناس”. رواه مالك .
ومما يقي من شر العين المحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية وأن يتوكل على الله تعالى.
هذا ومن أنفع ما يقي من السحر بل ومن كل شر : المحافظة على أذكار الصباح والمساء وقراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين عقب كل صلاة وعند النوم وقراءة الآيتين من آخر سورة البقرة كل ليلة .
ولمزيد من التفصيل في هذا المقام يراجع السؤال رقم 502.
والله أعلم .
مركز الفتوى – اسلام ويب
التعليقات | الرقية الشرعية, فتاوى العلماء
********************************
سؤال: هل الاستماع لآيات العين والحسد والسحر والرقية الشرعية يجوز حتى وإن لم أكن متضرراً لأني أريد أن أحصن نفسي بها بعد الأذكار وبعد قدرة الله على كل شيء؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيشرع الاستماع لآيات الرقية للمريض وغيره، لكنّ الرقية تحتاج إلى أكثر من الاستماع .
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: تشغيل جهاز التسجيل بالقراءة والأدعية لا يغني عن الرقية ؛ لأن الرقية عمل يحتاج إلى اعتقاد ونية حال أدائها، ومباشرة للنفث على المريض، والجهاز لا يتأتى منه ذلك.
وللفائدة راجع الفتوى رقم : 27039.
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى – اسلام ويب
********************************
لسؤال :
عند تحصين الأطفال هل من الضروري المسح عليه ام اكتفي بقول التحصين وقد يكون نائم اوبعيد عني..؟؟؟؟
الجواب :
الحمد لله. يستحب للراقي إذا رقى المريض وغيره أن ينفث عليه ( وهو نفخ مع ريق يسير ) كما ثبت في السنة وكان غالب هدي النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك كما في الصحيحين : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده ، رجاء بركتها ) ، وتجوز القراءة بلا نفث عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول : ( أعيذكمـا بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) رواه البخاري ، ولا يشترط في الرقية المسح على المرقي عليه إن شاء الراقي مسح بيده كما قالت عائشة : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده ) متفق عليه . وإن شاء لم يمسح عليه واكتفى بالنفث عليه كما ثبت في صحيح مسلم ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات ).
والرقية الصحيحة الواردة عن الشرع هي ما كانت القراءة فيها والنفث مباشرة لبدن المريض في مكان القراءة ولو لم يكن المريض ملاصقا له مادام النفث يصله ، لأن هذه الصفة هي التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم و لأنه لم ينقل عنه أنه رقى إنسانا بعيد أو غائبا ولأن مقصود الرقية انتفاع المريض ببركة القرآن والذكر بواسطة ريق الراقي ونفخه ، أما الشخص البعيد أو الغائب فالمشروع في حقه الدعاء له بالشفاء أو الحفظ ونحوه من المطالب الحسنة ولا تصح الرقية عليه لتعذرها وحقيقة الدعاء له طلب من الله أن يشفيه ويحقق له ذلك بخلاف الرقية فظهر الفرق بين مقام الرقية ومقام الدعاء ، فعلى ذلك إذا كان ولدك بعيدا لا تباشريه فلا ترقي عليه وإنما ادعي له.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.