بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على افضل المرسلسن سيدنا محمد صلى الله
عليه و سلم
ربما سيتفاجأ الكثرون عند قراءة عنوان هذا الموضوع و ستتبادر
إلى اذهانهم مجموعة من علامة التعجب و الاستفهام حوله
لكن نعم كما يوجد عقوق للأباء هنالك أيضا عقوق للأبناء
و على الرغم من أنها ظاهرة قديمة فللأسف لم ينتبه الكثيرون إليها
إلا أنها تأخذ صوراً وأشكالاً شتى .. بينما يصرخ العديد من الأبناء
شاكين منددين بعقوق آبائهم لهم.
قد يخالفني البعض عن تسميتها كعقوق .. ويريد تغيرها الى
مسمى اخر وهي اساءة معاملة بينما في عقوق الوالدين لا
يختلفون فيه
لذا سأبدا كلامي بحديث للمصطفى عليه الصلاة والسلام :
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليعن ولده على بره".
فالمطلوب من الأب إعانة ولده على بره؛ وإلا فإنه سيحاسب على
عقوقه لولده، كما يحاسب ولده على عقوقه. ;و ذالك من خلال
تربيته على الطريقة الاسلامية و على ما يرضاه الله عز وجل و
ليس على ما يرصاه الخلق أو ما يتطلبه الوقت كما هو منتشر حاليا
للأسف
وعقوق الآباء لأبنائهم ظاهرة يتجاهلها كثير من الآباء رغم أنها خطيرة
جداً .. فنجد أن بعض الآباء يكذب أمام ابنه الصغير و يشاهد البرامج و
الافلام الهابطة وهو لا يبالي ; و ما بالك بتلك الام التي تامر ابنتها
المتبرجة على ارتداء الحجاب عند زيارة الجد او الاعمام و جعلت الله
احقر الناظرين حين نسيت ان تذكر ابنتها بان الحجاب فرض فرضه
الله عز وجل وانه واجب عليها ارضاءا لربها اولا وقبل كل شئ
والبعض الآخر لا يهتم بابنه إلا في المأكل والمشرب ، ولا يسأل
ابنه هل صلى في جماعة ، أم كم حفظ من كتاب الله ومن
الاحاديث النبوية ، ومن هم أصدقاؤه ، والبعض الآخر يتشاجر مع
زوجته أمام ابنهما . وهذا كله عقوق للأبناء .
و يأتون في الاخير معلنين التدمر من أخلاق إبنهم فللأسف جوابي
لهم كتالي هذه بضاعتكم قد ردت إليكم و هذا هو حصادكم فمما
تتذمرون الان
بصراحة وواقعية دعنا نسأل انفسنا هذا السؤال
من قام بتريبة هذا الابن واين هي البيئة التي يعيش بها..
اذن نحن نعرف انه يعيش مع والديه ..
والوالدان هم من يعهد لهم بالتربية وبالتالي هم المسئولان بنسبة
كبيرة على حسب تقديري اتوقع بنسبة 80 % من شخصية هذا
الطفل او هذا الابن وتكون هذه المدة من قبل ولادته وحتى ينتهي
به الامر ليعيش في بيت اخر وتكوين اسرة جديدة !!
ما رأيك ما هو الأصعب عقوق الوالدين او عقوق الاباء .؟!
من وجه نظري وجه نظر علمية واجتماعية ايضا .. الأبناء لا يختارون
آبائهم امهاتهم ولا يملكون تربيتهم وتغيرهم وتصحيح توجهاتهم
الخاطئة فأتوقع على حسب ماقلته الآن ان المشقة العيش والحياة
مع والدين أو احداهما يسيء لأبنائه لانها اصعب بكثير مع العيش مع
ابن عاق.
ما أكثر ما يشكو الآباء من عقوق الأبناء. ولكن من يرفع شكوى
الأبناء من عقوق الآباء؟!
عقوق الوالدين اصبحت دعاية واعلان اكثر من انه شيء واجب
بالدين .. فكيف يطلبون ذلك اذ انهم تجاهلوا عقوق الابناء والامر
يسيران باتجاه واحد ولكن اذا لم يكن هناك عقوق للابناء لن يكون
هناك عقوق للاباء والامهات ايضا.
فإن حقوق الأبناء على الآباء كثيرة والقرآن الكريم والسنة المطهرة
مليئان بالحث عليها ومنها:
* تربيتهم ، تربية صالحة ينجو بها من النار ويسعد في الدنيا والآخرة،
قال تعالى لرسوله: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا
نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [ طه : 132 ]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا
مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ} الآية [ التحريم : 6 ] أي أمروهم بالمعروف،
وانهوهم عن المنكر، ولا تدعوهم هملا فتأكلهم النار يوم القيامة.
وتبدأ العناية بالطفل قبل أن يدخل إلى رحم أمه؛ ففي الصحيحين
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: "لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان
وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضى بينهما ولد لم يضره
* ومنها: تسميتهم بالأسماء الحسنة، والإحسان إليهم في
المعاملة، وتعليمهم، والعدل بينهم في العطية، والإحسان والحنان
والعطف والعطية، لحديث النعمان بن بشير المتفق عليه: "اتقوا الله
واعدلوا بين أولادكم" .
* ومنها: وجوب النفقة عليهم إن كانوا فقراء، قال الله تعالى:{وَعَلَى
الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 233]، وقال تعالى:
{وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق:
6] ، وقال صلى الله عليه وسلم :" كفى بالمرء إثما أن يضيع من
يعول"؛ رواه احمد وابوداود وصححه الإمام النووي.
* ومنها: تربيته على الفضائل وإبعاده عن الرذائل، ويعلم علوم الدين،
ويدرب على الصلاة وعلى العبادات الأخرى؛ لقوله صلى الله عليه
وسلم:"مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها
وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع". .رواه أبو داود
ومع التوجيه والإصلاح؛ قال صلى الله عليه وسلم الله : "كلكم راع
وكلم مسئول عن رعيته ، فالأب راع في بيته ومسئول عن رعيته"؛
متفق عليه.
* ومنها: اختيار الأم الصالحة الطيبة ذات الأصل الطيب والخلق
القويم، ففي الصحيحين وغيرهما قال صلى الله عليه وسلم:" تنكح
المرأة لأربع وذكر منها: ذات الدين فقال: فاظفر بذات الدين تربت يداك
انظروا الى الرسول الكريم :الرسول عليه الصلاة والسلام كان
جالس مرة وكان قاعد يقبل الحسن والحسين فدخل عليه اعرابي
قالوا اتقبلوا اولادكم ؟!
. انا عندي من هؤلاء تسعة لم اقبل احدا منهم قط وبيقولها وكأنوا
مفتخر لهذه الغلظة
قال له صلى الله عليه و سلم: ((وما افعل بك ؟اذا نزعت منك
الرحمة . من لايرحم لا يُرحم ))
فليكن نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم قدوتنا في كل ناوحي و
جوانب حياتنا من اجل امة مسلمة مؤمنة بارة